الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009






لقد هـــــــــاج الـفـراغ عليكـ شغلا
                                وأسبـــــاب البلاء من الفراغ
ولابـــــــــــــــــــد للـقلـب مـن آلـة
                          ورأي يصــــــــــــــدع صم الصفا


الأحد، 20 ديسمبر 2009

تعريف وقت الفراغ


      وقت الفراغ هو الوقت الذي يقضيه الإنسان في ممارسة نشاطات تقع خارج نطاق عمله الوظيفي الذي يعتمد عليه في معيشته، وممارسة هذه النشاطات تكون اختيارية ومن محض إرادته الحرة وتكون منطبقة مع أحواله المعاشية والاجتماعية ومع أذواقه وقيمه ومواقفه وفئته العمرية والطبقية.
وهو الوقت الحر المتبقي من الأنشطة الضرورية كالعمل والنوم والآكل ويكون الإحساس والشعور بالمسئولية أدناه ويعرف الفراغ بأنه كمية من الوقت، أي يمتى يتوافر، ولا يعرف بكيفية قضائه.


أهمية الوقت


      خير ما نبدء به أهمية الوقت بعقيدتنا وسنتنا الإسلامية، حيث الشعور بأهمية الوقت صار مسألة حضارية في العصر الحديث، الذي تقاربت فيه المسافات وعظمت فيه الإنجازات، وصار فيه التنافس في ميادين الحياة على أشده، وقد نبه الإسلام إلى أهمية الوقت هذه حينما أوحى الله تعالى بأول فريضة من فرائضه وهي الصلاة ، فجعلها مرتبطة بأوقات محددة. قال تعالى"فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا " سورة النساء 103.
وقد نزل جبريل على رسول يعلمه أوقاتها مرتين عند كل صلاة، بين له بداية كل وقت من أوقاتها وانتهاءه، ومن ذلك لفت إلى عظيم أهمية الوقت ليتعلم الناس الدقة والانضباط، ثم توالت تعاليم الإسلام بعد ذلك تؤكد هذه القضية، فكان العهد والوفاء به مسؤولا.

قال تعالى:" وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً " سورة الإسراء 34. وجعل رسول من علامات المنافق أنه إذا وعد أخلف، ولاشك أن احترام العهد يرجع إلى احترام الوقت.


-اكتساب القيم والخبرات التربوية والاجتماعية. -اكتشاف الموهبة. -النبوغ والإبداع والإبتكار. -تحقيق التوازن النفسي. – اكتساب المهارات. – إشباع الهوايات. –اكتساب اللياقة البدنية. – تجديد حيوية الفرد. – الترويح. –الاسترخاء.



معوقات استثمار وفت الفراغ:


        تهتم النظرية الاجتماعية المعاصرة بمسألة الفراغ وكيفية استثمار وذلك لما لها من أهمية كبرى في تطوير الإنسان وزيادة طاقته الإنتاجية ورفع عجلة المجتمع نحو التقدم والنهوض بحيث تحقيق أهدافه وطموحاته، وتدرس هذه النظرية نشوء ونمو وتوزيع أوقات الفراغ للفئات والجماعات الاجتماعية والمهنية التي يتكون منها المجتمع... بالإضافة إلى اهتماماته بمسائل تنظيم الفراغ وأهدافه ووسائله، تدرس الظروف التي تساعد أنباء المجتمع على استثاره والاستفادة منه في سد الحاجات وأتجاز الطموحات. ولذلك لا يمكن أعتبار الفراغ في الوقت الحاضر من الوسائل الغير هامة.

مشكلات الفراغ عند الشباب:

       
            يجب أن نذكر هنا بأن الشيء المهم ليس هو شعور الشباب بأهمية تقسيم الوقت إلى وقت عمل ووقت فراغ بل هو معرفة الطريقة التي يقضي بواسطتها الشباب أوقات فراغهم. أي ما هي النشاطات التي يمارسها الشباب في أوقات الفراغ، من المعروف أتن الكثير من الشباب في المجتمع المعاصر يمارسون أنشطة فراغ سلبية كمشاهدة التلفاز لساعات طويلة وسماع الراديو الذهاب إلى المقاهي والتسكع في الأزقة والشوارع والنوم والمحادثة مع الأهل والأقارب وتناول المسكرات ولعب القمار...الخ. ومثل أنشطة الفراغ السلبية هذه تقتل روح الخلق والإبداع عندهم وتصدع شخصياتهم وتستهلك طاقاتهم وكفاءتهم ومقدراتهم المالية، إضافة إلى أنها تتعارض كل التعارض مع أماني وطموحات مجتمعهم بخلق شباب مقتدر وواعي وناهض يستطيع تحمل الأعباء والمسؤوليات الاجتماعية الملقاة على عاتقه.

طرق تقدير الفراغ(وقت الحر):


       بالرغم من صعوبة قياس الفراغ إلا أن العديد من العلماء المتخصصون في علم الاجتماع يرون أن بالإمكان تقديره... ويجدون في هذا الاتجاه بأن ثلاث طرق يمكن استخدامها لتقدير وقت الفراغ على النحو الآتي:
أولا: معرفة أوجه النشاط التي ينفق فيها الأفراد أموالهم.
ثانيا: تحديد درجة ونوعية النشاطات المرتبطة بوقت الفراغ.
ثالثا: معرفة مدى الوقت المخصص للنشاط.

الوسائل التي تمكن الشباب في استثمار وقت الفراغ:


        1- تقسيم الوقت إلى وقت عمل ووقت فراغ وترويح والاستفادة من كلا الوقتين في الفعاليات الإنتاجية والترفيهية التي تنمي المجتمع وتطور شخصية الفرد في نفس الوقت.
2- المشاركة في أنشطة الفراغ والترويح المبدعة والخلاقة كالمطالعة والكتابة وممارسة الفنون الجميلة والأنشطة الرياضية وزيارة الأماكن الأثرة والسفر من ؟أجل الراحة والاستجمام وزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء وريادة النوادي وأماكن العبادة والجمعيات الثقافية والاجتماعية.
3- تخصيص جزء من الموارد المالية لأنشطة الفراغ والترويح كممارسة الهوايات الفنية والأدبية وشراء الكتب والمطبوعات لغرض مطالعتها واستيعاب ما هو موجود فيها.

4- رزع المفاهيم والقيم المشجعة على استثمار أوقات الفراغ عند الأطفال والصغار وتربيتهم تربية تقيم تقسيم الوقت والاستفادة من الوقت في تنمية الجوانب المادية الحضارية للمجتمع وتطوير السمات الجوهرية للإنسان بما يعود عليه بالخير العميم والتقدم الشامل في جميع ميادين ومرافق الحياة.